وتناحر واحتراب، وهذا من الخطورة بمكان. فإذا كان التفرق والاختلاف; يعبر عنهما بالتلاوم والتهاجي في الخطب والتصريحات، والنشر في الصحف والإذاعات، وغيرها من وسائل الإعلام، فإن التناحر والخلاف ; يعبر عنهما بالتنازع والاقتتال بمختلف أنواع الأسلحة. وكأن المسلمين قد جهلوا قول رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) (فيما أخرج الإمام مسلم، من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): «من حمل علينا السلاح ; فليس منّا، ومن غشّنا فليس منّا». أو كأن المسلمين تناسوا قوله(صلى الله عليه وآله): «كل المسلم على المسلم حرامٌ، دمه وماله وعرضه». ولست معنياً - هنا - بضرب الأمثلة; ولكن ضربها قد يفيد. ففيه من العبر والعظات; ما قد يرد القوم إلى جادة الصواب. بل إنه من المفروض على المسلمين البحث في ذلك، والعمل على إيجاد أنسب الحلول له. وذلك التزاماً بأمر اللّه - جل شأنه - في قوله في كتابه العزيز: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اللّه، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل، وأقسطوا إن اللّه يحب المقسطين)([113]). وما أكثر الطوائف المسلمة التي يقاتل بعضها بعضاً في هذه الأيام، ويحرص بعضها على إفناء البعض الآخر، ويقف المسلمون عاجزين عن الإصلاح بينها، بل إنهم عاجزين عن تحديد التي تبغي على أختها من تلك الفئات، فإذا هم حددوها; فهم أعجز من أن يقاتلوها حتى تفيء إلى أمر اللّه. خذ مثالاً على ذلك الصراع بين الأشقاء في الجزائر، أو في الصومال، أو في