أحد. وصدق الشاعر الذي يقول: في الصين مليارٌ ونحنُ كملثهم *** عدداً ولكن أين نحنُ وأينَ هُم أمــا اقتصــادُ بلادنـــا فمصيبة *** وشعـــوبنا يخرُجـن من همّ لهم أما في أوروبا; فهناك عشرات الدول، وعشرات الأنظمة، وعشرات الأقطار، ولكنها قد أزالت ما بينها من حواجز، وطمست ما بينها من حدود، وأصبح أي مواطن أو زائر أو مقيم; ينتقل من قطر إلى آخر، دون أن يعترضه مُعترض، أو يسائله مسائل. كنت أزور الجاليات الإسلامية في أوروبا، في سبتمبر من العام الماضي (1998م)، وكذلك في رمضان الماضي (1419هـ)، ونزلت في مطار أمستردام بهولندا، وانتقلت منه بالسيارة إلى بلجيكا، ومن ثم إلى ألمانيا، ومنها إلى فرنسا، ومن ثم إلى النمسا، ومنها إلى إيطاليا، وذلك جيئة وذهاباً، ولعدة مرات، وبين مختلف المدن،دون أن يسألني سائل عن هوية أو عن جواز سفر. وتذكرت حالنا في العالم العربي والإسلامي، وكيف أن المواطن لا يستطيع أن ينتقل من قطر إلى قطر، بل من مدينة إلى مدينة، دون أن يتعرض لسيل من الحواجز أو حرس الحدود أو نقاط التفتيش. مما يغصُّ به البال، ويسوءُ به الحال. ولم يك ما أحس به من هم; أو أغرق فيه من غم، يرتفع عني إلا حين أتذكر قول رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)- فما أخرج الإمام البخاري من حديث خبّاب (رضي الله عنه) قال: «واللّه ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من المدينة إلى حضرموت; لا يخاف إلا اللّه عزوجل; والذئب على غنمية; ولكنكم تستعجلون».