هذا الغرض كالمنظمة الدولية للطاقة النووية وكذلك منظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية وغيرها من المؤسسات التي يمكن ان تكون فعالة في هذا المجال، كما تستخدم المساعدات الاقتصادية لهذا الضبط، إذ تشترط كثير من الدول والمنظمات الاقتصادية ليس ادخال تعديلات اقتصادية فقط بل سياسية في الدول التي يراد تقديم المساعدات المباشرة أو الدولية لها، وتصبح المنظمات الدولية لحقوق الإنسان اداة فعالة أخرى من خلال تقاريرها ودراساتها وتأثير وسائل الاعلام في استخدام هذه التقارير في تغيير اتجاهات الرأي العام نحو اي نظام سلبا أو ايجابا ولقد بدت آثار النظام الدولي واضحة خلال السنوات الاخيرة إذ اتجهت الدول الغربية على اعتماد هذا المنهج في التعامل مع القضايا السياسية الدولية وخاصة في دول العالم الثالث حيث تغيب العقلانية السياسية فى كثير من الدول بهذه المنطقة. ولقد تم تنفيذ هذا التصور من خلال التدخلات السياسية والعسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية - بصورة رئيسية - وبعض الدول المساندة لها في موقفها كما وضح ذلك اثناء ازمة الخليج الثانية، وهايتي، ومشكلة المفاعلات النووية في كوريا الشمالية إذا استخدمت القوة العسكرية في الأولى والحصار العسكري في الثانية، بينما تم استخدام الضغوط السياسية والاقتصادية في الحالة الثالثة. 3- غابت الايديولوجيا (السياسية) عن مسرح الاحداث بصورة كبيرة، إذ مع انهيار النظام الشيوعي - كنظام سياسي - تراجع الفكر الشيوعي أو الاشتراكي بصورة عامة وكذلك الأفكار التي تستند على بعض منطلقاته الفكرية كالقومية والوطنية التي تستمد بعض افكارها من الفكر الاشتراكي ولذلك وجدنا انحساراً في الاحزاب الشيوعية أو الاشتراكية على المستوى العالمي إذ أصبح تأثيرها محدداً