في اتجاهات الرأي العام بل إن كثيراً من الاحزاب الاشتراكية والشيوعية - خاصة في العالم الثالث - سارعت إلى التخلي عن الشيوعية كمنطق عقائدي لتستعيض عنها بالاشتراكية الديمقراطية أو الاجتماعية، إلا أن (الأيديولوجيا الفكرية) لم تغب عن الساحة بشكل تام إذ بدت اتجاهات ايديولوجية (دينية) تحل محل سابقتها خاصة في دول العالم الثالث كدول العربية الإسلامية إذ سريعا ما نشطت الفكرة الإسلامية لتكون بديلاً عن سقوط الاشتراكية، كما صعدت الاحزاب الديمقراطية المسيحية في بعض البلدان الاوروبية وكذلك دول امريكا اللاتينية، ولذا فمن الخطأ القول بأن قيام النظام الدولي الجديد انهى عهد (الايديولوجيا السياسية) بل يمكن القول إن الذي حدث هو استبدال فكر بآخر. 4- اعتمد النظام الدولي الجديد على المشروعية الدولية كأداة فعالة لحل كثير من المشكلات خاصة فيما يتعلق بالأمن والسلام الدوليين، وذلك في إقرار من اللاعبين الرئيسيين في النظام الدولي لأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الأمم المتحدة. ففي بداية التحول نحو النظام الجديد أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بياناً مشتركاً في ختام مباحثات وزير خارجية البلدين - آنذاك - (جيمس بكير وإدوار شيفرنادزه) في 12 أكتوبر عام 1990م تحت عنوان «حول المسؤولية عن السلام والأمن في عالم متبدل» جاء فيه: «أولا: يؤكد الطرفان أن الأمم المتحدة قادرة على لعب دور رئيسي في حل القضايا العالمية الشاملة، وأن التخلي عن المواقف العقيمة غير المرنة التي تمليها تصورات ودوافع أيديولوجية يمثل شرطاً ضرورياً لخلق جو من الثقة في الأمم المتحدة بين كافة أعضائها. ثانياً: يؤكد الطرفان عزمهما على تأييد ودعم الجهود التي تبذل في نطاق الأسرة