الخطر وسلموا من هذا التحدي الحديث فالتزموا روح التقوى والحمية الدينية وهم مستعدون لحمل هذه الأمانة إلى الآخرين ولو انقطع يوما من الأيام هذا الرجاء في الشباب ـ لا قدّر الله ـ لانطفأ نور الإسلام وفقدت هذه الدعوة المباركة من يحملها إلى الأجيال المقبلة وهذا ما يبتغيه ويحبذه الأعداء وقد تعلّقت به آمالهم فيبذلون جهودهم في سبيله ولكنهم بإذن الله حسب ما وعدنا في كتابه وعلى لسان نبيّه خائبون. والشاهد على تلك الثقة بالشباب ما نرى ونسمع من الحركات الإسلامية هنا وهناك التي يقودها الشباب والمثقّفون وما نشاهده في مواسم الحج من جمّ غفير من شابّ وشابّة مثقفة بين الحجيج وكذلك في صفوف الجمعة والجماعات وفي المساجد والمشاهد المشرّفة وحلقات الحديث وقراءة القرآن كما نشاهدهم في ميادين النضال في فلسطين وغيرها وقد جرّبنا نحن شبابنا عند انبثاق الثورة الإسلامية أو في خلال معارك الحرب المفرضوة فهل في الشباب بعد هذا وذاك من ريب؟ 5ـ ثقتنا بالإسلام واستعداده للبقاء والتنامي: أمّا طبيعة الإسلام فقد أثبتت استعدادها للبقاء وتفاعلها مع الأحوال والمستجدات في كل بلاد الإسلام شرقا وغربا وشمالا وجنوبا فلم يقاوم أمام شرائعه وأحكامه شيء من التطورات ولم يقف تفاعله مع المشاكل والأحوال يوما من الأيام ويكفيك شاهدا على ذلك تاريخ الإفتاء والقضاء في الإسلام، وتنامي الفقه وتفتّحه عند جميع المذاهب فلم يعرقله شيء عن ركب الحياة والارتقاء بل عن السبق في ميادين السباق.