بمنظار التخطئة بدل السماحة والعفو، وهكذا ربنا الرحمن. 4ـ ثقتنا بشبابنا والمثقّفين من أبنائنا: في تقديرنا أنه لم يمض على جيل من الأجيال المسلمة خلال ألف وأربعمائة وعشرين عاما مضت على انبثاق نور الإسلام ما جرى على الشباب المسلم في القرن العشرين وفي الآونة الأخيرة منه بالذات من الفوضى في التفكير والعقيدة ومن تشتت الآراء وتلوّن الأفكار وما ظهرت من أطوار الفلسفة والاتجاهات الفكرية، كما تعرّض الشباب لألوان من شبكات الفساد والمعاصي والضلال والمآسي، أخلاقا وسلوكا وتقاليدا التي جاءت من الغرب وشاعت كأمراض سارية بين الشعوب والمسلمين وهذه يُعبّر عنها بالغزو الثقافي أو «التسلل الثقافي» على حد تعبير قائدنا الإمام الخامنئي حفظه الله. وليس مبالغة من القول أنّ الشباب اليوم في كل بقعة من الأرض يعيشون خطرا عظيما وأنّهم على شفا حفرة لأبل حُفر من النار ومع ذلك كله فنحن متفائلون بشبابنا وبالجيل المثقّف ونرى أن معظمهم وقوا أنفسهم من لهيب هذه النار المستعرة، والمحرقة للرطب واليابس والذين وقعوا في خندقها يُرجى خلاصهم منها، وقد كثر أولئك الذين نجوا منها بعد الاكتواء بلظاها. ونؤكد على أنّ أعظم الخطر الذي كان يهدد شبابنا خاصة المثقّف منهم قد نكص وارتد أمام صمود كثير من تلك القلوب الطيبة والأسر الأصيلة فغلبتها التقاليد الدينية الموروثة عن الأسلاف. ومع ذلك فلا ننكر أنّ كثيرا من العائلات في البلاد الإسلامية تأثروا بالتقاليد الأجنبية. وفُتنوا بالأجهزة الفتّانة التي تتزايد كل يوم وتُستخدم كل آن للفساد والإضلال. وعلى كل حال ففي زعمنا أنّ شطرا كبيرا من الجيل المثقّف قد تجاوزوا هذا