3ـ ثقتنا بالعلماء والقادة والحكّام: لو استثنينا شرذمة من العلماء هنا وهناك باعوا دينهم بدنياهم أو بدنيا غيرهم من الحكام والرؤساء وكذلك ثلّة من الحكام والأمراء في الأقطار الإسلامية، وفي أوقات متفرقة غلبوا وساموا شعوبهم المسلمة ظلما وجورا ولم يراعوا كتاب ربهم ولا سنّة نبيهم في ما كانوا يصدرون من أحكام، وما يتداولونه من أعمال مجاورة لا هواءهم أو تلبية لمن أجلسهم على منصة الحكم من الأجانب والقوى الشريرة ـ لو استثنينا هؤلاء وأولئك فإن جل العلماء وجمهور القادة المسلمين في الإعصار والأمصار كانت قلوبهم متعلقة بالإسلام وهمومهم مصروفة إلى إرساء دعائمه وإقامة أركانه وإن اختلفت آراؤهم ومذاهبهم ومسالكهم واتجاهاتهم السياسية حتى انجرّت إلى التقاتل فيما بينهم ومع ذلك فنحن نرى أنّ حسناتهم غلبت سيآتهم في سبيل الإسلام وإلاّ لم تبق للإسلام باقية فما نقرأه في مطاوي التاريخ عن كثير منهم ـ لو كانت صدقا ـ فهي في الأغلب ترجع إلى أحوالهم الشخصية دون آرائهم الدينية والسياسية ـ والعلم عند الله ـ فكم من عالم في الشرق الإسلامي وغربه ضحّى بنفسه وأهله وماله في سبيل دينه، وجمهور منهم استشهدوا من اجل أعلاء كلمة الله وقد حفظ لنا التاريخ حياة نخبة صالحة من هؤلاء فرض علينا أحياء ذكراهم أسوة للآخرين. كذلك يوجد من بين الأمراء والحكّام ـ ولاسيّما في صدر الإسلام ـ جماعة ممن قدّم دينه على هواه، ويا حبّذا لو تُستقصى أخبارهم في كتاب ليكونوا أسوة للشباب والمثقّفين والموظّفين والحكّام في هذا العصر. وفرض علينا أن لا ننسى مواقفهم الجميلة وحرصهم على نشر الإسلام، ولا نهتم بالحديث عن سيآتهم وتعظيم خطيئاتهم، فالمسلم لا يكون سيء الظن بالناس وبأخيه المسلم، فينظر إليه