2ـ ثقتنا بالشعوب الإسلامية: نحن نؤمن ونثق بالشعوب الإسلامية كأمّة واحدة وكجيش ربّاني يجاهدون في سبيل الله صفّا كأنهم بنيان مرصوص شهد به الكتاب والسنّة والتاريخ والسيرة. فاستمروا على ذلك سواء في حياة النبي عليه السلام أو بعد رحيله إلى الملأ الأعلى فقد حملوا راية الإسلام على عواتقهم وكلمة التوحيد وذكر الله على ألسنتهم وضحّوا بأنفسهم في سبيله فشرّقوا وغرّبوا وما كانت قوتهم وسلاحهم إلاّ كتاب الله وسنّة نبيه مع إيمان في قلوبهم وإخلاص وصدق في نياتهم فكانوا يقتلون ويُقتلون ويجاهدون في سبيله لا يخافون لومة لائم ولا يخشون إلاّ الله. هذه الخصال الحميدة الضامنة لانتصارهم على أعدائهم ظهرت منهم عبر العصور وفي جميع الجبهات فقاموا بواجبهم وقاوموا خصومهم أيّا كانوا بدءا بالمشركين وأهل الكتاب وغيرهم من أهل الملل والنحل الباطلة، إلى صمودهم في الأندلس مدة ثمانمائة عام، وأمام الصليبيين مائتي سنة وضد الماركسية والإلحاد في روسيا واسيا الوسطى والبوسنة والهرسك وكوسوفا وغيرها من مناطق سلطة الاتحاد السوفييتي المنهار، سبعين سنة وتحت نير أتاتورك والقوى العلمانية حوالي ثمانين سنة والآن نرى رأي العين جهادهم وصمودهم «كالجبل الراسخ لا تحرّكه العواصف» أمام الصهاينة في فلسطين منذ خمسين سنة. وفي كشمير منذ أربعين سنة وكذلك في غيرها من ارض الإسلام، أليست تلك البطولات والتضحيات التي حفظها لنا التاريخ ـ وهي قليل من كثير ـ بإزاء هذه التي نشاهدها اليوم في كثير من الشعوب الإسلامية من القيام ضد المستعمرين والمستكبرين وحكّام الجور في كل مكان، أليست هذه كفيلة بثقتنا بأمتنا وبشعوبنا المسلمة؟