يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلة على المؤمنين، أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم «المائدة 54». فالقرآن مليء بالتبشير بالفتح والنصر وبغلبة الحق على الباطل وأنّ الله لا يخلف الميعاد وكلّه تفاؤل ورجاء وأمل بالمستقبل الزاهر من غير تحديد بزمان أو مكان. وأمّا السنّة فتكفينا تلك الوعود الكثيرة في روايات متضافرة ومقبولة عند المحدثين جميعا بأنّ الله سيملأ الأرض برجل من آل البيت قسطا وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا. فالعدل الشامل والصلح العادل في العالم منشأه الإسلام دون سائر الأديان ومصدره الشرق المسلم دون الغرب المُلحد. إضافة إلى جانب ذلك فانّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يُصبح متفائلا وكان يطالب أصحابه عند الصباح بقوله: «هل من مبشّرات» يقصد الرؤى الحسنة التي رآها أحدهم. وكان يأمرهم بالفأل الحسن بقوله: «تفاءلوا بالخير تجدوه» أو «تفأل بالخير تنله». وقد وعدهم بأن دينه سيبلغ المشرق والمغرب وقد حقق الله وعده ووعد رسوله في الماضي وسيحققهما في المستقبل حتى يشمل الإسلام العالم كلّه فانّ المراد بالمشرق والمغرب ـ الأرض كلّها من غير تحديد. وهناك بشائر مبعثرة في خلال الكتب على لسان الصحابة والأئمة والأولياء بغلبة الإسلام على الأديان ورفع راية الحق على جميع بقاع الأرض. لا نطيل الكلام بذكرها ونحن في غنى عنها بعد وعود الكتاب والسنّة.