اساليب العبر في الاتجاه الايجابي والسلبي ولكن من دون أن نسمح له أن يطبع شخصيتنا بطابعة، لأن الإسلام قد وضع حاجزاً كبيراً من الايمان بالله بين الإنسان وبين الارتباط بالجاهلية وفي كل ما تمثله الجاهلية من فكر وتاريخ، ولابد لنا في ذلك كله من حشد كل اساليب الفكر والتربية في الوقوف امام هذه الاتجاهات في خطة حكيمة شاملة وذلك لأن بروز بعض الحقائق الجديدة ألغت الكثير من الاعتقادات والجزئيات والمسلمات التي كنّا نتّخذها مصدراً وحيداً وموثوقاً. وقد لا نستطيع أن نزعم لأنفسنا اننا سنصل إلى الغاية المنشودة في هذا الطريق لأن قوى الفكر والضلال ستقف بيننا وبين مانريد أن نحققه، ولكن لابد لنا أن نخوض هذا الصراع بكل ما نملك من وسائل في أيّ جانب من جوانب الحياة. انّها ضريبة الجهاد في سبيل الله التي يحمل عبء تقديمها المجاهدون المخلصون. إننا نشعر بأن قضية توحيد المسلمين في ضمن مواقف موّحدة ليست عملية بسيطة لتعالج على مستوى الحلول النظرية العامة. بل هي من أصعب القضايا وأشدها تعقيداً لانها لا تلتقي بالعناصر الداخلية التي تمنع من ذلك، بل تصطدم بكثير من العناصر الخارجية التي تمثلها القوى العالمية ذات المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية في السيطرة على واقع المسلمين ارضاً وشعباً وفكراً واقتصاداً، ولذلك فأن اي نداء توحيدي في نطاق حياة المسلمين ينطلق من واقع الشعور بالتمايز الحضاري الإسلامي مقابل الحضارات الأخرى، فيجب على المسلمين أن يكونوا في المكانة التي بوأهم الله فيها، وهي أن يكون زمام الريادة والقيادة في ايديهم فأنهم الأُمة التي اجتباها الله سبحانه وتعالى لقيادة الامم. ودور المسلمين أن يكونوا دائماً في الطليعة وأن يمسكوا بأيديهم تقدم الزمان، وأن يكونوا خير امة اخرجت للناس في الأرض ويكونوا بهذا شهداء على الناس وقادة