الخسائر التي يمكن أن تلحق بالمسلمين أجمع بمختلف طوائفهم ومذاهبهم في إفساح المجال للخلافات الطائفية التي يغذيها الاستعمار بأساليبة المتنوعة، وبتقديم الامثلة على ذلك من خلال حركة الواقع فيما تملك من أمثله على ذلك كُلّه في تاريخنا المعاصر، ولعل من البديهي ان ذلك لن يتحقق الا من خلال خطة عمليّة متحركة في ظل قيادات واعية ترصد الواقع يعني يقظة مفتوحة على ماحولها وترصد المستقبل بالخطط العملية الحكيمة وذلك ضمن خطة متكاملة سليمة شاملة. ونحسب أن مثل هذا الجو يساهم ولو بعد فترة من الزمن في تحويل المسلمين عن الصراع الطائفي إلى الحوار الفكري العملي الذي يبحث في كل مايختلف فيه المسلمين من دون خلفيات حاقدة بل بروح يدفعها الشعور بمسؤولية الفكر في الإسلام إلى مواجهة كل المسائل المعلّقة بصراحة وموضوعية وإخلاص. ويبعثها هذا الاحساس بالخطر إلى التجمع في الموقع الواحد من اجل القضية الواحدة. أمّا اجواء الاختلافات الأخرى، القومية والاقليمية والشخصية والاقتصادية فتحتاج إلى العمل الطويل المجهد الذي بدأه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) في تركيز الروح الإسلامية في وعي المسلمين وإلغاء الفوارق الأخرى بطريقة عملية واقعية ثم اعتبار هذه العناصر (عناصر الاختلاف) أطار للحياة يمكن أن يكفل للناس خصائص متنوعة تغني تجربتهم وتنوع افكارهم واوضاعهم ويخلق بينهم نوعاً من التفاهم والتفاعل الحضاري ولكنها لا تكفل ايجاد. الحواجز الروحية بين ابناء الفكر الواحد والعقيدة الواحدة وبذلك تتحول في وعي حركتها الأساسية إلى معنى انساني يجمع الفصائل المختلفة والمتنوعة من بني الإنسان في أطار واحد يتسع للجميع دون ان يُلغي الخصائص الذاتية لهم. أما التاريخ القديم فأنه بأمكاننا أن نثيره كما أثاره الإسلام كعبرة فيما يحمله من