البشرية. وإن أي دعوة تُعتبر دعوة مضادّة ضد مصالح القوى الأخرى مما يجعلها تستنزف كل قواها من اجل القضاء على أي حركة من هذا القبيل في مهدها وفي هذا نعتقد أن القضية تحتاج إلى جهود متواصلة في هذا السبيل ونحتاج إلى تضحيات كبيرة في أكثر من جانب وتتوقف على الانتظار طويلاً في صبر وايمان، حتى نصل إلى الغاية الكبيرة لتوحيد المسلمين كل المسلمين في بقاع الأرض. ويجب أن نشير في نهاية المطاف إلى ان شعار توحيد المسلمين والقضاء على عوامل الاختلاف والتفرقة لا يعني الوحدة في كيان سياسي موحد يجمع المسلمين في دولة واحدة لأننا لا نجد ذلك اساسياً في عملية التوحيد فيمكن ان يجتمع المسلمون على الإسلام كعنصر توحيدي اساسي مع اختلاف الكيانات القانونية التي لا تمثل حاجزاً نفسياً ضد بعضهم البعض ولكن في أطار المصلحة الإسلامية العليا التي تكون هي المقياس في التعدد ان كانت المصلحة في التعدد، وفي الوحدة ان كانت المصلحة في الوحدة. ان القضية كل القضية، ان الإسلام يجب أن يظل يمثل الوحدة العميقة بين افراده واتباعه حتى لو اختلفوا على أكثر من جانب في التاريخ والتشريع والفلسفة وذلك استجابة لنداء الباري تعالى: (واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرقوا). وعلى هذا فأن الإسلام يجمع ولا يفرق، ويبني ولايهدّم ويقوّي ولا يضعف هذا هو الإسلام الذي ندعو إليه. إسلام القرآن والسنّة. إسلام الصحابة والتابعين لهم بأحسان الإسلام الذي انتصرت به هذه الأُمة وفتحت العالم وورثت مماليك قيصر وكسرى. وأقامت دولة العدل والإحسان وحضارة العلم والايمان. هذا الإسلام الذي يجمعنا ولا يفرقنا وهو الضمان الوحيد لوحدة الأُمة. وهو الضمان الذي يُبقي