الهدف الكبير المنطلق في رحلة الأخطار الكبيرة والروحية التي تحكم الارتباط بالهدف كفيلان بتذليل كثير من الصعاب في هذا الاتجاه. وأحسب إن إثارة القضايا في نطاق الحوار على الاسس الإسلامية له تضمن لنا الوصول إلى تقارب في الفهم والرؤيا والتصور مما قد يساهم في تقريب المسافات ان لم يساهم في الوصول إلى وحدة في ذلك كُلّه، هذا من الناحية الفكرية، أن نلح على الحوار وأن نهيء للحوار أجوائه وأن نهيء له ادواته وأن نهيء كُل المسلمين لأن يحترموا أفكار غيرهم احتراماً يجعلها في موقع المناقشة والنقد لا احتراماً يجعلها في موقف التعبّد الاعمى والايمان الاعمى لاننا نواجه في هذا السبيل مشكلة أخرى وهي ان الكثيرين من المسلمين لا يقرأون أفكار المسلمين الآخرين ولا يقرأون كتبهم ومع ذلك يصدرون الاحكام عليهم دون قراءة بل من خلال ما سمعوه من فلان وفلان. اننا نحتاج إلى أن نقرأ كل ما عندنا لنفهم كلّ ماعندنا وبعد ذلك نصفّي الترك ونعرف كيف يمكن أن نأخذ التركه صافيه من كل مشاكل ومن كل صراع. هذا من الناحية الفكرية. وأما من الناحية العملية التي تمس حياة المسلمين وبالتأكيد الدائم على مواجهة التحديات المصيريّة التي تواجه الإسلام والمسلمين بأساليب عملية في مستوى تلك التحديات حيث نعلم ان الاخرين لن يريدوا أن يحطّموا هذا البلد أو ذاك وهذه الطائفة أو تلك وانما هم يريدوا أن يحطموا الإسلام في العمق وتكون هذه المواجهة بالبحث الدائم عن مواطن اللقاء، وبالبحث في التصورات الإسلامية للقضايا العامة. واثارة الشعور بالمسؤولية اتجاهها وتقديم الشواهد التاريخية على المواقف الواعية التي كان يقفها قادتنا الإسلاميون التاريخيون في خلافاتهم ومواقفهم في مواجهة التحديات كافة، تحديات الكفر والضلال وبالتركيز على