قضايا الحق والباطل، ويفسح المجال للروح الإسلامية العامة أن تتحرك في وجه الخطر الدائم الذي يهدد القضية من الأساس، وقد نستلهم هذه الروح من كلمته(عليه السلام) التي خاطب بها جماعة من جيشه (جيش أهل العراق) وقد سمعهم يسبّون أهل الشام في قتاله لهم في صفين وقد قال لهم فيما روي عنه(عليه السلام): «اني اكره لكم ان تكونوا سبّابين، ولكنكم لو وصفتم اعمالهم وذكرتم حالهم. كان أصوب في القول، وابلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم اياهم ربنا (اللهم) احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يُعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به». إن الامام في كلمته هذه لا يُلغي الصراع أبدا ولكنه يحدّد لهم روحيه الصراع لتكون الروحية التي لا تسهتدف تدمير الشخص للشخص ولكنه يستهدف تدمير الفكرة الضالّة بل تستهدف الحق في كلّ اساليبها وتطلّعاتها ثم يحدّد لهم الادوات التي تجعل منه اسلوباً عملياً يشارك في سلامة الموقف بدلاً أن يشارك في تفجيره وبذلك لا تعود القضية التي تطرح نفسها في ساحة المشكلة الطائفية لا تعود في الغاء الخلافات والمذاهب بل القضية هي الغاء اعتبارها اساساً للفرقة والبعد والسلبية والحقد والبغضاء وذلك من خلال الروحية التي تحكم الموقف والادوات التي تتحرك في الطريق . أما الخطوات العملية في هذا الاتجاه فتتشكّل في دراسة الموقف دراسة فكرية تحترم فيها الأفكار ولكن من خلال قابليتها للمناقشة وادارة الحوار لا كأفكار مقدّسة لا تقبل النقد وذلك لانّها لا تعتبر من المسلّمات القطعيّة حسب الفرض. وقد لا تدّعي أن القضية التي نطرحها تدخل في باب الحلول السهلة البسيطة لأننا نعرف أن مواطن الخلاف لا تخلو من حساسيات تمس المشاعر والمواقف ولكن