يواجهوا الموقف بشعارات الوحدة الإسلامية في جوّ مليء بالمثالية والخيال كما كانت القضية مطروحة على ساحة خالية من العقد الصعبة. وهل يمكن أن نطرح القضية بهذه الروح من دون النفاذ إلى عمق المشكلة وطبيعتها، وكيف يمكن أن نتجاوز ونحن نطرح الإسلام بلا مذاهب، هذا الفكر الضخم الذي جر وراه آلاف الكتب والابحاث المشتملة على الردود حول هذا التشريع أو ذاك، أو في نطاق هذه الفلسفة أو تلك، أو من أجل هذا الشخص أو ذاك وقد لا يقتصر تأثيرها كما ذكرنا على الجانب الفكري بل تعدّاه إلى الجانب الواقعي العملي الذي يطبع المجتعات بطابعه المميز فيما يفكرون وفيها يشعرون به وفيما يعملون له. إن الهروب من هذا كلّه يمثّل تبسيطا للأمور المعقدة والسير في غير اتجاها الصحيح. اذن الواجب المطلوب هو أن نتناول الجذور الخلفية لمشاعر المسلم ولمساره الفكري ولابد من خطة تربط المسلمين بالهدف الكبير أمام الخطر الكبير الذي يتناول وجوده لأن عظمة الهدف الكبير وخطورته تربط الإنسان بالآفاق الرحبه التي تتجاوز الحواجز النفسية في عملية انفتاح على الواقع المتحرك ابدا في اتجاه الله، وليس معنى ذلك أن نتنكّر للحواجز، بل كلما هناك انك تتعامل معها بطريقة واعية تعترف بوجودها من خلال الاعتراف بالعوامل الفكرية والعملية التي ساهمت في وجودها وامتدادها لتبحث كيف يمكن تجميد تلك الحواجز في الحالات التي يفرض عليك الواقع عملية التجميد أو تحريكها في المجالات التي يمكن أن تتحرك فيها بوعي ومرونة واخلاص. أو تهدمها فيما تملك من وسائل واقعية تجمع بين عملية الهدم من جهة، والبناء من جهة أخرى لتكون السلبية عندما تتحرك في الحياة خطوة في طريق الايجابية وذلك من أجل المواجهة المخلصة لعوامل الخطر الموجودة في الساحة.