لتلك الجهة فكيف يمكن أن تتبدل الصورة، ويتغيّر الواقع هل يكفي أن نقول في اسلوب بسيط وسهل ليعد المسلمون إلى إسلامهم. وليرجعوا إلى الله، وليعتصموا بحبل اللّه وليلتزموا بميثاقه ليجدوا أمامهم الأُمة الواحدة والهدف الواحد. إنه اسلوب سهلٌ وجميل ولكنه لم يقدم شيئاً أو يؤخّر مادامت المشاكل كامنة في النفوس وفي الوسائل والاهداف. وربما يُطرح سؤال هنا. أن هذا الكلام يدفع الكثيرين منا إلى اليأس والاستسلام للواقع المر وهو لا يزيد الشقّة إلاّ عمقاً والجرح الا إتساعاً. فنقول جواباً على ذلك ان الموقف يتطلب جهود مضنية في هذا المجال من الذين نذروا أنفسهم للتقريب بين صفوف المسلمين وسعوا جهدهم لردم الهوة المصطنعة وتضميد الجراح وذلك من خلال الاحساس بالمسؤولية والشعور بالتكليف الشرعي والحرص على وحدة الصف وكل سعي في هذا المجال إذا اُريد له النجاح فلابد أن يقوم أولا على دراسة وافية لعوامل التفرقة التي ادّت بالمسلمين إلى ماهم عليه، وبعد ذلك التخطيط لازالة تلك العوامل، وتحصين المجتمع الإسلامي ضدها واستبدال دواعي الاتحاد والالفة بها. ولابد لنا من البحث على وسائل جديدة للعمل غير الوسائل الخطابية التي تكثر النصائح والوصايا والمواعظ والتوجيهات من الأساليب العموميّة التي لا تمس الواقع الملتهب عن قرب لانها وان طرحت الحل بصورة شفويّة الا إن الحل لابد أن يتحرك على نطاق الواقع الإسلامي وعلى جميع الاصعدة. وقد نريد أن نثير هنا بعض الأفكار، وأن ما نثيره مقدماً وليس هو الحل لأن القضية مرتبطة بجوانب كثيرة وجذور كبيرة. ولكننا نريد أن نطرح بعض الأفكار حول هذه المشاكل التي نعيشها كمسلمين ونتمزق فيها كمسلمين ففي النطاق الطائفي، يحاول الكثيرون من المخلصين أن يتحدوا عن إسلام بلا مذاهب وأن