تمزيق المسلمين، بما يكفل لها تحقيق اغراضها واطماعها في ثروات المسلمين، وهذا ما نواجههُ في الخطة الاستعمارية التي تحاول تفجير البلاد الإسلامية بمختلف الصراعات الشخصية والطائفية والاقليمية والقومية من أجل استنزاف الطاقات الإسلامية وتحويلها إلى طاقات تتفجّر ضد نفسها لتتحول طاقات خائرة نخره متعبة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً هذا من جهة. ومن جهة أخرى، نواجه الهجمة الكبرى على الثروات الموجودة في بلاد المسلمين التي تتصارع الدول الكبرى في سبيل السيطرة عليها، ولذلك فانها تعمل على أن يعيش المسلمون أجواء اللعبة فينقسمون بين فئة تؤيد هذا المعسكر لتنفذ مخططاته في آفاق الحرب والسلم وبين فئة تؤيد المعسكر الآخر في الآفاق التي يتحرك فيها. وهكذا اندفع المسلمون إلى مجالات جديدة من مجالات التمزق السياسي وتعدده ومازالت المخططات الاستعمارية المغلفة بالواجهات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، تلعب دورها من اجل أن لا يقف المسلمون على أقدامهم كقوة جديدة تطرح الحلول الإسلامية الفكرية والعلمية للإنسان والحياة من اجل صنع العالم الجديد الذي كان هدف النبوات والانبياء فيما عبّر الله عنه سبحانه وتعالى في قوله: (لقد ارسلنا رسلنا بالبينات والهدى وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط). ومازال الجهاد في هذا السبيل يتحرك من اجل تركيز القاعدة الصلبة على أساس متين. والآن تلك هي الصورة، التشرذم الطائفي والتمزق القومي والاقليمي والتخلف الحضاري والصراعات التي تلتهب على أساس تصريح من هذا وخطاب من ذاك، أو على قطعة أرض هنا أو قطعة أرض هناك أو على مناطق نفوذ لهذه الجهة أو