1ـ... ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار... «الفتح 29». 2ـ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربّها..«إبراهيم 24». فالآية الأولى تمثل تضاعف المسلمين بزرع أخرج شطئه...، والثانية تمثل الكلمة الطيبة ـ وهي كلمة الإسلام ـ «بشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء» أي من دون حد، تؤتي ثمارها كل حين ـ أي يوم القيامة ـ . حتى أنّ القرآن يؤمّننا خوف قلة العدد بقوله: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله «البقرة 249». وفي الوقت الحاضر نحن بحمد الله كثيرون نُمثّل حوالي ربع سكّان الأرض ونمتلك أخصب الأراضي وأذخرها بالمعادن والخيرات وأوسعها مساحة وأحسنها موقعا. كما يؤمّلنا القرآن بعد اليأس وينهانا عن اليأس: 1ـ حتى إذا استيئس الرسل وظنّوا أنّهم قد كُذّبوا أتاهم نصرنا. 2ـ انه لا ييئس من روح الله إلاّ القوم الكافرون (يوسف: 87). وهاتان الآيتان جاءتا في سورة يوسف التي تحمل مثلا أعلى ونموذجاً بارزاً من الفوز بعد الخسران والفلاح بعد الخذلان لنبي من أنبياء الله تعالى وهو يوسف عليه السلام الذي ألقاه إخوته في غيابة الجب فأنجاه الله منها وأجلسه على عرش العزّة والكرامة. حتى أنّ الله يتجاوز بنا ولا ييئسنا من نصره لو ارتد عن الإسلام مرتدون. وأنه تعالى سوف يبدّلهم بآخرين أولي عزيمة وصمود فيقول: