والتي قادها علماء الأُمة آنذاك وثورة التنباك في إيران والتي قادها علماء الأُمة أيضاً ولكن الاستعمار الكافر والعدو الحاقد لم يهدأ له بال فبدأ بالتخطيط من الداخل والخارج ومن ضمن ما خططه هو الكتب التعليميّة والتي تقدم التاريخ إلى الناشئة والتي كانت تحفل بالكثير الكثير من البرامج التي تتحدث عن التاريخ القديم وعن الشخصيّة القوميّة والاقليمية لتفرض نفسها على الشخصية الإسلامية. أما الشخصية الإسلامية فأنها كانت تتحدّث عنها في بعض الحالات على آنهاكنتاج للشخصيّة القومية تارة أو تقدم للإسلام على إنه دين لا دخل له بتكوين الشخصية، بل يكتفي لأن يمنح الإنسان المزيد من الروح العبادية الخاشعة امام الله من دون أن يكون له علاقة بالحياة الخاصة والعامة. ودخلت القومية والاقليمية وغيرهما إلى الحياة العقائدية السياسية. فأصبح لكل واحد منها أطار عقيدي يرتكز على فلسفة ماديّة أو روحيّة وتحوّل الاطار إلى تنظيمات وتجمّعات تفرض نفسها على الساحة. وتنوعت التجمعات الوطنية والقومية في صيّغ متشابهة ومتخالفة. وحتى أصبحت تُمثل الدمى المتحركة التي يُزينها الأجنبي تماماً كما هي الدكاكين والمحلات التي تتنوع فيها المعروضات وتختلف فيها الواجهات وشغلت هذه الواجهات العقائدية والسياسية الناس عن انفسهم وعن دينهم فاندمجوا في اللعبة بين اللاعبين الكبار واللاعبين الصغار، ظناً منهم أنها تحلّ لهم مشكلة، ولكنّها أضافت لهم جبالا من المشاكل المعقّدة التي أصبحت تبحث وتبحث من جديد عن الحلول الجديدة في طريق المشاكل الجديدة. وعادت العصبيات لتفرض نفسها من خلال هذه الشخصيات الجديدة، وأصبح من الطبيعي أن يتحدث المتحدثون عن الاخلاص للأرض بعيداً عن المبدأ والرسالة، وعن التضحية في سبيل القومية بعيداً عن الإسلام. وبدأت الاتهامات