الإثارة التي يضعها من خلال أدواته وبأساليبه الشيطانيّة الخفيّة وذلك بابراز عناصر الإثارة في الساحة مما يؤدي إلى التقاتل والتنازع في جميع المجالات الثقافية والسياسيّة والاجتماعية والعسكرية ثم يتدّخل بينهم كملائكة الله الصالحين بصفة الفريق الحيادي الذي يتدخّل للصلح وللسلم وانهاء النزاع ضمن شروط واوضاع جديدة يضعها بنفسه والتي قد لا تخلو من ثغرات وسلبيات تخدم مصالحه الاستعمارية في العاجل والآجل. ولو درسنا اغلب الحالات الطائفية السلبية في واقعنا الإسلامي العام، وفي كُلّ مجالاته وفتّشنا جذورها، لرأينا اليد الاستعمارية الخفيّة تختفي وراء كثير من اساليب الإثارة واساليب التفجير الذي يُستغّل فيها الهوس الطائفي والبدائية السياسية والتخلف الفكري من اجل المزيد من المشاكل والخلافات التي تُزيد القضية عمقاً ولاتزال اللعبة تفرض نفسها على الساحة ولايزال اللاعبون يتحركون في الساحة بكل حريّة ولاتزال ادوات اللعبة المتوفرة في الساحة تكفل لحركة اللعب بمصائر الإسلام والمسلمين، كل الشروط الموضوعية للنمو والازدهار، ومازالت المخططات الاستعمارية تعمل في الإسلام والمسلمين تدميراً وتمزيقاً على جميع المستويات بأسم الطائفية والطائفيين من الزعماء الذين يعيشون على حساب الإسلام ولكن من دون إسلام. وتحوّل المستعمرون في وعي بعض الامم ولاسيما العرب إلى منقذين ليحققوا لهم الحكم الواحد في الدولة العربية الواحدة واستطاع الاستعمار الكافر من خلال ذلك التفكير الساذج لدى البعض من ابناء الأُمة أن يدخل بلاد المسلمين فاتحاً في زهو الفاتحين المقبولين في البداية. وقد لاحظنا في تلك الفترة أن المسلمين المخلصين للإسلام وقفوا أمام هذه المخططات وواجهوا الاستعمار البريطاني على سبيل المثال، بكل قوة بقيادة علماء المسلمين، كما يحدثنا التاريخ عن ثورة العشرين في العراق