التململ لتحوّله ثورة كانت تلك الدول تشعر أن الروح الإسلامية تُشكّل مانعاً بين تنفيذ مخططاتها الاستعمارية لان الروح الإسلامية تمثّل القوة الإسلامية والروحية التي تدفع الإنسان المسلم إلى مواجهة الكفر أيّاً كان نوعه بكل قوة واصرار حتى في اشد الحالات صعوبة وضراوة فكانت أن أطلقت الدول الاوربية في الساحة السياسية والفكريّة ألوانا من الشخصيات المصطنعة التي تربط الإنسان بالتاريخ القديم تارة، من خلال الحضارات السابقة على الإسلام كالفرعونيّة والآشوريّة والفينيقيّة والساسانية وغيرها من الحضارات الغابرة وتربطه بالقوميّة تارة أخرى، من خلال العنصر العربي والفارسي والهندي والتركي وغيرها من العناصر التي يختلف الناس فيها على أساس التاريخ واللغات والعادات. وتحوّل الإسلام من خلال هذا التفكير، ومن خلال هذه الشخصيات المصطنعة تحوّل الإسلام إلى عنصر طارئ على الشخصية، فلم تعد له اصالته في عمق الإنسان المسلم وفي تاريخه حتى أننا اصبحنا نقرأ الكتب والابحاث التي تتحدّث عن الفتح الإسلامي في بعض البلدان الإسلامية كأنتكاسة قومية في نطاق حالات القهر والغزو الخارجي والذي تتعرض له الأُمة. وبدأت القضية تفرض نفسها من خلال الواقع السيء الذي يشوّه الحكم الإسلامي آنذاك في نفوس اتباعهِ ليأخذ ذلك الحكم صورة الحكم التركي بدلاً من صورة الحكم الإسلامي. ومن هذا كلّه نشأت الطائفية السياسية التي تحاول أن تنظر إلى الشخصية الطائفية والمذهبية كإطار يُحدّد للأفراد صفتهم السياسيّة. وكان إذ دخل الاستعمار الكافر مع كل جنود الكفر الفكريين من هذا الباب ليعبث بالمسلمين في حياتهم السياسية وفي حياتهم الاجتماعيّة والاقتصادية والتربويّة وذلك من خلال الايحاء لهم بالحماية الطائفية لكل فريق منهم أو بتغليب جانب على جانب في حالات