كعنصر مميز في شخصيته وذلك من خلال الخلافة العثمانية التي كان الخلفاء فيها اتراك وكانت عاصمتها تركيا. وكان لابد لهذا الواقع ان يفرض نفسه على الجانب الشعوري للإنسان المسلم الغير تركي ولاسيّما وان القضية لم تتصل بالناحية النفسيّة فحسب بل اتصلت بالجوانب الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة فيما كان يُعانيه المسلمون آنذاك من اضطهاد وتشريد وتخلف وتجهيل. ولسنا نعرف حضارة من الحضارات في التاريخ كُلّه قد عانت من التدمير الفجائي ماعانته الحضارة الإسلامية على أيدي المغول الذين جاءوا لتدمير الدولة الإسلامية وارتدوا في اربعين عاما فقط وانهم لم يأتوا ليفتحوا البلاد ويقيموا فيها بل جاءوا ليقتلوا وينهبوا ويحملوا ما يسلبون إلى منغوليا. ولما ارتدّ هجومهم الدموي خلّف وراءه اقتصاداً مضطرباً وقنوات للريّ مطموره ومدارس ودوراً للكتب رماداً تذره الرياح وحكومات منقسمة على نفسها معدمه ضعيفة لا تقوى على حكم البلاد. وسكاناً هلك بعضهم وتحطمت نفوسهم. اجتمعت كل هذه العوامل وائتلفت لتحطيم كل شيء. الأمر الذي خلق ارضيه صالحة لولادة الشعور القومي أو الاقليمي ولكنّه شعور كان يتميز بالتململ والخجل والحياء والخوف من التعبير عن نفسه من خلال النوازع الدينية التي تدعوه إلى ان يمارس جهداً كبيراً في سبيل ضبط مشاعره وخطواته، حفاظاً على القوة الإسلامية مما خلق في داخل الإنسان المسلم آنذاك نوعاً من التردّد والقلق والحيرة فكان يتمنّى أن تعمد الخلافة الرسميّة إلى ان تتجاوز اخطائها وتقوم بالأصلاحات الضرورية وكانت هذه التمنيّات تتمثّل بالمطالب الاصلاحية إلى المسؤولين هناك فكانت تُقاتل بالرّفض والتنكيل والتعذيب والاعدام. وكانت الدول الاوربية بالانتظار. وكانت تشجّع كل هذا