هذا الاتجاه هدماً شرعياً عظيماً ولابد لهذا كله أن يثير الحماس في نفوس هؤلاء وأولئك الكثير من الخطوات المتشنجة والمواقف الحادة التي ربّما تصل إلى القتل والقتال وهنا عانى المسلمون بشكل عام واتباع مدرسة أهل البيت بشكل خاص من حركات الغلوّ التي رافقت المسيرة الإسلامية. فسبّبت لها متاعب فكريّة وعقيدية ومازالت تلقي بظلالها على بعض الاتجاهات الإسلامية، كما اُتهمت بعض المذاهب الإسلامية رغم نزاهتها وتجذّرها الفكري والعقيدي، وحُملّت مسؤولية تلك الانحرافات، التي لا تمت إليها بأيّ صلة. وكانت العصبيات القبلية والعنصرية عاملاً آخراً للفرقة، والتي ألغاها الإسلام من حسابه في افكار المسلمين ومشاعرهم فكانت تأخذ حجمها الطبيعي في حياة المسلمين بمختلف عناصر الإثارة في العهود الإسلامية الأولى فكانت المشاكل التي تحركت باتجاهات مضادة بين فريق الموالي من غير العرب وبين فريق يحتقر الموالي الذين دخلوا الإسلام حديثاً بأسم التفوق العنصري للعروبة والعرب. وبين فريق يحتقر العرب أو يحاول التقليل من شأنهم على أساس التفكير الشعوبي وبدأت النشاطات الفكرية تتخذ لنفسها مجالاً رحباً في احاديث بين العرب والموالي في الشعر والنثر والخطابة وكان لابد لهذه النشاطات ان تستنكر احاديث العصبيات وتتجاهلها. وتترك احاديث التفاخر بالآباء والأجداد والغزوات والتاريخ المتحرك في اجواء الكفر حتى ان الانتصارات القبلية في المعارك الإسلامية اخذت تطبع في حياتهم طابع الزهو بالقبلية أو بالعنصرية بعيداً عن الطبيعة الإسلامية لها. وكان ان حاول كل فريق من هؤلاء وأولئك أن يأخذ لنفسه حجماً قومياً في داخل الحياة الإسلامية من اجل تحقيق المزيد من الانتصارات على الآخرين من المسلمين وبذلك بدأت الصراعات القومية تفرض نفسها على مراكز