ولم يريدوا أن يكتفشوا الحقيقة من خلال الامام علي(عليه السلام). فكانوا يقاتلون عن الخطأ وهم يعتقدون أنّه الحق. وبذلك لم يقاتلهم(عليه السلام) في بداية انفصالهم عنه ولم يقاتلهم بعد أن تجمعوا في جماعة خاصة بهم منفصلة عن المسلمين. كانت القضيّة إنهم أخذوا رأياً مخالفاً وأخذوا موقفاً مخالفاً ولكن عندما انطلقوا ليعيثوا في الأرض فساداً ويقتلوا الابريـــاء قاتلهم الامام (عليه السلام) مـــن اجل أن يمنع فسادهم لا من أجل فكرتهم فحسب. أما معاوية فقد قاتله الامام علي(عليه السلام) لأنه كان يعرف انه ليس من الاشخاص الذين يعيشون قداسة الحق وطهر الحق وانما كان يعيش المنافع التي يتوسل إليها بأسم الحق «لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه» فكان (عليه السلام)يعنى بذلك معاوية واصحابة. وفي كلتا الحالتين حالة الذين يقاتلون عن الفكرة الخطأوهم يعتقدون إنها الصواب وحالة الذين يقاتلون عن الفكرة الخطأ وهم يعرفون آنهاخطأ في كلتا الحالتين كانوا يأخذون دور الممثلين للحق، فكانت الخلافات تتجه إلى العنف الفكري والكلامي أو الجسدي احياناً، انطلاقاً من المواقف المخلصة للخطأ والتي تعتقد أنها الحق أو من المواقف المشدودة للاطماع والنزوات الشخصية السائرة باتجاه الباطل، فكان للحديث دورٌ كبير في اضفاء صفة القداسة على ما يختلفون فيه، فقد شعر الكثيرون منهم من الحكام واتباعهم أو النافذين من الشخصيات التي كانت ترعى هذا الخلاف، إن قدسية الخلاف تفرض وجود شرعية دينيّة لما يختلفون فيه من اشخاص وما يتصادمون فيما بينهم حول قضايا ومسائل فكان لابد من وضع الاحاديث على لسان النبي محمد(صلى الله عليه وآله) في مختلف هذه الأمور، مما جعل للقضية في نفوس البسطاء والساذجين من ضعفاء المسلمين بعداً جديداً يجعل من الاندفاع في هذا السبيل أو ذاك شأناً دينياً مقدساً ويجعل من التضحية في