8- جمود الفقهاء المتأخرين على ما الفوه في الفقه الإسلامي من متون وشروح وحواش جعلت التشريع مفسدة للعقل والقلب معاً ومضيعة للوقت والزمن وسدّوا باب الاجتهاد وعطّلوا عقولهم وعقّدوا مسائل الشريعة غير آبهين بما تجري به الدنيا من حولهم من المستجدات العلمية. 9- تأثير الثقافة الغربية والغزو الفكري: فقد علق الغربيون أسباب الرزق والوظائف في الدول الإسلامية على ابواب معاهدهم وجامعاتهم ومدارسهم فكل من يتلقى العلم في هذه المدارس والمعاهد والجامعات على النظام الاوروبي هو الذي يحق له أن يتولى الوظائف والقيادة في أمته فتولى دفة الحكم في البلاد الإسلامية قوم أجسادهم عندنا وقلوبهم وعقولهم في اوروبا فنقلوا الحياة الغربية والعلوم الاجتماعية والإنسانية والعادات والتقاليد الغربية والفنون والآداب نقلاً حرفياً فألبسونا ثوباً لم يفصل على قدنا ولم ينسج في بيئتنا فأفسدوا بذلك التربية والتعليم والثقافة والاعلام والصحافة وأصبح الكتّاب الذين يكتبون في صحفنا ومجلاتنا يكتبون بالعقلية الاوروبية فسمموا بذلك عقول الشباب وتخرجت على ايديهم اجيال تستخف بالدين وتعاليمه وتستهزىء بشريعته وآدابه. 10 ـ في ميدان الاخلاق انحطت اخلاق الأُمة الإسلامية ودبّ فيها الخبث والفساد والفسوق والعصابة واجترئوا على الله ورسوله وجروا جريا حثيثا وراء شهوات فروجهم وبطونهم واصبح مصدر الإلزام الخلقي هو العقل الجمعي فما يراه المجتمع حسناً فهو حسن وما يراه قبيحا فهو قبيح بغض النظر عن الايمان بالله واليوم الآخر والتخلق باخلاق الإسلام ورأينا من يقول أنّ مصدر الالزام الخلقي هو المنفعة فكل ما ينفع الإنسان فهو خلق حسن فكل ما يترتب عليه امر عملي فهو من مكارم الاخلاق فأهدوا بذلك القيم الخلقية الثابتة كالشهامة والمروءة