تحقق الانتصار يكمن في سببين اساسيين: الأول: لأن روح الدفاع لا الهجوم كانت تحكم اغلب تلك الحركات، وحركة دفاعية محكوم عليها بالزوال إذا عرف الخصم كيف يتجنب مواقف الاثارة المباشرة، ويحاول السيطرة على خصمه بالطرق الخفية الماكرة كما حدث بالفعل، فكلما أحس الاستعمار بعجزه عن مقاومة مباشرة لثورة شعبية أحنى رأسه لها مؤقتاً ليبتلعها بالطرق السياسية الماكرة. ثانياً: لأن فكرة اقامة حكم إسلامي ذي قيادة رسالية، لم تكن قد تبلورت في اذهان علماء الإسلام، بل أن أقصى ما كان تفكر فيه تلك القيادة هي لجم الحكام المستبدين عن التمادي في الغطرسة على الشعب، وليس اسقاطهم وإقامة حكم منتخب ورسالي بدلاً عنهم، كما في ثورة الدستور الايرانية، وعندما تبلورت فكرة اقامة الحكم الإسلامي بقيادة رسالية منتخبة عند الامام الخميني(رض) نجد أنه كيف استطاع وبمؤازرة الشعب من أن ينتصر الانتصار الكاسح ضد أقوى الدول الاستعمارية في العالم. بالإضافة إلى ذلك فإن ضعف التنظيم لدى علماء الدين أو انعدامه، أدّى إلى تشتت قواهم في مواجهة الاستعمار، كما حصل ذلك فعلاً في ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني في العراق، وكذلك ضعف الوعي السياسي لدى بعض علماء الدين، الناشيء من الغياب الطويل عن المسرح السياسي إلاّ لدى الازمات وفي حالة الخطر، مع أن الكثير من علماء الدين الذين ناضلوا ضد الحكام المستبدين والاستعمار كانوا في قمة الوعي، إلا أن الجامعات الدينية كجهاز عام كان ينقصه