إيران على المناطق الشيعية في العراق بشكل مؤثر، وكان من بين هذه التأثيرات توثق الصلات الثقافية، ووصول الصحف والمجلات والمطبوعات الايرانية إلى المدن الشيعية، ولاسيما المقدسة منها. مثال ذلك مجلة بهار الطهرانية وجريدة كرمانشاه وجريدة جماليه الهمدانية. هذا فضلاً عن وصول جريدة القانون التي تطبع بالفارسية وتصدر في لندن ويساهم في تحريرها الافغاني، حيث كان لها قرَّاء كثيرون ممن يتكلمون الفارسية في العتبات المقدسة. لكي لا نحرث البحر بقي أن نذكر ان الأُمة التي تحمل فكر خصب وحيوي كالأمة الإسلامية في العراق، لماذا فشل روَّاد ذلك الفكر من تشكيل حكومة وطنية مستقلة، بالرغم من تجاوب الأُمة مع تلك القيادة، والتضحيات الواسعة التي قدمتها من أجل الاستقلال والحرية والانعتاق من ربقة الاستعمار والعبودية؟ وبعبارة أوضح لماذا لم تنتصر حركة المقاومة الإسلامية ضد الاستعمار الغربي، وتنقذ الأُمة من الاستعمار وأذنابه الجاثمين على مقدراتها منذ أكثر من نصف قرن؟ وقبل الاجابة عن هذا التساؤل واستعراض أسباب النكسة التي عصفت بالامة المجاهدة في العراق ولكي لا نحرث البحر، ولكي لا نجتر الماضي بكل مآسيه وبكل ما حمله من مفارقات وانتكاسات وهزائم فانه ينبغي الاذعان بأن حركة المقاومة الإسلامية كانت لها ايجابيات لا يمكن التغاضي عنها، فانه «وبالرغم من أن الانتصار اللازم لم يتحقق إلا أن حركة المقاومة الإسلامية استطاعت أن تبقي جذوة المقاومة مشتعلة في النفوس، وأثبتت أن رسالة الإسلام لازالت حية نابضة وقادرة على تجديد حياة أمتنا كما فعلت قبل أكثر من ألف عام، ومع ذلك فإن عدم