الدكتاتورية، فاننا نجد أن بعض المدن الرئيسية كبغداد والموصل والبصرة، عبّر غالبية العلماء والمؤسسة الدينية السنية فيها عن اتجاه فكري سياسي محافظ ومندمج مع الدولة، حيث تعزز هذا الاندماج في سائر أجزاء السلطنة بعد إعلان دستور 1876م، وبعد انتهاج السلطان عبد الحميد الثاني سياسة إسلامية جديدة، قدّم نفسه من خلالها، كحام للدين الإسلامي والجامعة الإسلامية، بوصفه خليفة المسلمين. يقول الدكتور فياض في هذا المجال «ان العراق في بداية هذا القرن كان على صلة بالتيارات الفكرية العربية بمصر وسورية. وكان كثير من صحف هذين البلدين كالمقطم والعروة الوثقى والهلال المصرية والعرفان والمقتبس الشاميتين معروفاً في هذه البلاد، ومع أن معرفة هذه الصحف كان مقتصراً على عدد ضئيل من أنباء المدن الكبيرة كالنجف وبغداد والموصل، إلا أن أثرها في الحركة الوطنية لم يكن بالقليل اما الصحف التركية، فانها ولعوامل متعددة كانت منتشرة بين من يجيد اللغة التركية في المدن العراقية المختلفة، ومع هذا فإن تأثيرها في الحركة الوطنية لاسباب سياسية في الغالب كان ضئيلاً وغير مباشر»([93]). أما العوامل والمؤثرات غير المحلية (الخارجية)، ولاسيما تأثيرات إيران بشكل اساسي ومصر بدرجة أقل، فقد كان لها آثار كبيرة على الاوضاع الثقافية - الفكرية والسياسية في سائر المناطق الشيعية في العراق، فعدا التأثيرات المختلفة للحركة الثقافية في مصر وصحفها، فقد شملت تأثيرات إيران المجالات الثقافية - الفكرية والاجتماعية، فضلاً عن الانعكاس الشديد للاحداث السياسية المهمة في