علماء ومراجع الدين، الذين تخرَّجوا من الجامعة الإسلامية الشيعية «فمناهج وطرق التدريس في الجامعات الدينية التي تشكل سمة ملازمة للدراسة فيها، قادرة على أن تشكل في ظروف التحولات الفكرية والسياسية العامة منهجاً مهماً لمعالجة القضايا المعاصرة المستجدة. وتُبرز قادة دينيين - سياسيين في آن معاً قد يشكلون ظاهرة تاريخية لتجديد الفكر والممارسة الإسلاميتين، وعلى سبيل المثال يمكن أخذ ظاهرة بروز جمال الدين الافغاني كزعيم لحركة إسلامية - اصلاحية في أواخر القرن التاسع عشر، لقد درس الافغاني وعاش في النجف وكربلاء، وتشبع ذهنه في جوهما الفكري، واذا كانت الظروف في العراق لم تسمح حينذاك للافغاني بأن يقوم بالدور الذي قام به في القاهرة، فان الذي يمكن استنتاجه هو أن أنظمة ومناهج التدريس في الحوزات العلمية في النجف وكربلاء، التي ساهمت بشكل اساسي في تكوينه الثقافي والفكري تهيء بذاتها مجالاً مهماً لتخريج زعامات دينية وفكرية وسياسية. بأنماط موائمة لظروفها التأريخية. وهذا ما يمكن أن نشهده في بروز عدد من مراجع الشيعة في فترات مختلفة، وقيامهم بدور الزعامة الدينية والسياسية في آن معاً»([85]). الإسلام وتوثيق البني الاجتماعية وكان لهذا الفكر والثقافة أثره الفعّال، ليس لمجابهة الغزو الثقافي الغربي فحسب، بل تعداه إلى إصلاح وتقوية البنية الاجتماعية «فقد شكَّل العامل الديني (الإسلام) كفكر وثقافة، عاملاً توحيدياً مهماً لجماعات السكان الإسلامية، فطغت وبدرجة