القرن الرابع للهجرة، وبدعم الحكّام البويهيين، أقامة شعائر خاصة كإحياء ذكرى عاشوراء والاحتفال بعيد الغدير، وإدخال الشهادة الثالثة في الأذان، وأضافت إليها مجالس التعزية وما يرافقها من مظاهر الحزن والبكاء ودق الطبول، وقد أعاد الشيعة في العراق مرة أخرى وبتأثير إيران ممارسة هذه الشعائر، التي اضفت بعداً تراثياً شعبياً آخر على تكوينهم الثقافي، وساهمت في ترسيخ عقائدهم»([78]). ولقد جرى التعبير عن هذا الاتجاه، بالاعمال والنشاطات الفكرية، وبالمواقف السياسية لعدد من كبار المجتهدين والمرجعية العليا، حيث إنصب الاهتمام على نقد الثقافة والحضارة الغربيتين ومقاومتها وذلك عبر الدعوة لنهضة جديدة للإسلام، وتأييد الجامعة الإسلامية. الدور الفكري للحركة الوطنية اما الدور الفكري للحركة الوطنية العراقية فيلخصه الدكتور عبد اللّه فياض بأنه «دخل هذه البلاد من وسائل الثقافة الحديثة سواء كان ذلك من الغرب مباشرة أو عن طريق بلدان الشرق الأوسط، وخاصة البلاد العربية مثل سورية ومصر، كما يتمثل الدور الفكري في نهضة صحافية محدودة، نشأت على الأكثر بعد الانقلاب العثماني سنة 1908م وخاصة في المراكز الثقافية المهمة مثل بغداد والبصرة والموصل والنجف الأشرف»([79]). «والحقيقة ان سوريا ومصر وحتى فلسطين قد تأثرت بوسائل الأعلام الغربية