الشيعة «ومن هنا لا عجب إن رأينا أن القيادة الدينية وهي في العراق تقود ثورة الشعب الإيراني ضد الاستعمار البريطاني في ثورة التبغ، كما لا نستبعد ان يحدث العكس، إذ يكون أحد أبطال ثورة العشرين العراقية ضد الاستعمار البريطاني رجلاً إيرانياً كالسيد أبو القاسم الكاشاني، العالم الديني الكبير الذي دفع مصدِّق لتأميم النفط الإيراني، وإخراج الشاه من البلاد عام 1935م»([75]) . ولعل من أهم الثورات التي اندلعت في إيران، وكان لها صدى مميزاً في العراق هي الثورة الدستورية عام 1905 م بقيادة الشيخ ميرزا كاظم الخراساني المعروف بالآخوند الذي كان يتخذ من النجف منتجعاً له، عندما أفتى بأن الخروج على الدستور، الذي يؤيده الشعب بمثابة خروج على الإسلام «وهذه الثورة أطلقت في العراق حركة جدل واسعة امتدت إلى أقسام كبيرة من السكان فضلاً على العلماء والمثقفين» ([76]). ومن المجتهدين الذين أيدوا الثورة الدستورية الشيخ محمد حسين النائيني، الذي عالج في كتابه «تنبيه الأُمة وتنزيه الملة» مفهوم التوحيد، وانطلق من ذلك لمعالجة شرعية مقاومة الحكومات الاستبدادية، والعمل على إقامة حكومات دستورية نيابية بدلاً عنها، ويرجع الدكتور عبد اللّه فياض في كتابه (الثورة العراقية الكبرى) النشاط السياسي في العراق إلى الحركة الدستورية عندما يقول «وقد باركها جماعة من المجتهدين في النجف الأشرف، وعملت لها نخبة من المجتهدين في النجف الأشرف، وعملت لها نخبة من المثقفين في العراق»([77]).