تقي الشيرازي قائد ثورة العشرين، الذي جعل من هذه المدينة قلعة للثوار وملتقى للأعيان والشخصيات والعشائر العراقية الثائرة بوجه الاستعمار البريطاني، وما الدور المهم الذي لعبته مدينة قم المقدسة في تاريخ النهضة الإسلامية الإيرانية إلاّ باختيارها منتجعاً ومنطلقاً للثورة ضد الشاه من قبل الإمام الخميني(رض) وبقية رموز الثورة من علماء الدين المجاهدين، وهكذا سامراء والكاظمية وبقية المناطق التي لعبت دوراً مهماً وبارزاً في التصدي للهجمة العسكرية والثقافية الغربية للبلاد الإسلامية. ومثلما ليس هنالك في الإسلام تفاضل لمكان دون مكان إلا بقدر تفاعل العظماء في التاريخ مع ذلك المكان، فإنَّه لا أثر ولا أهمية للنوع والجنس البشري إلا بالتقوى، والتفاضل انما يكون على أساس التقوى والعلم والعمل الصالح، وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون. ومن هذا المنطلق، فإن مقياس المرجعية العليا للشيعة هو مقياس الهي - معنوي وليس مقياس مادي - قومي، وان المرجعية لا يتبوّءها إلاّ من تجسدت فيه شروط مبيّنة في كتب الأحاديث والسنة النبوية، أهمها الزهد والتقوى والعدالة والعلمية وطهارة المولد والإعراض عن الدنيا وصيانة النفس عن الهوى وإطاعة المولى، لهذا السبب نرى أن عشائر العراق العربية كانت تنصاع لأوامر المرجع الأعلى بغض النظر عن جنسيته وتبعيته الجغرافية، التي غالباً ما كانت إيرانية. وعلى هذا الأساس نجد أن الكثير من الثورات والانتفاضات التي عجت بإيران بقيادة المراجع والعلماء كانت لها انعكاسات كبيرة على العراق، بحكم ارتباطه معها بالمذهب الواحد، والجغرافية المشتركة، وكذلك لوجود العتبات المقدسة في العراق، الذي له الأثر البالغ في كونه محط أنظار المسلمين وخصوصاً