هنا وينبغي ان لا نتغافل عن أن الثورات الإسلامية في الحقب الاستعمارية، لعبت دوراً حاسماً في التعبئة الشعبية العامة، وفي مواجهة الاستعمار الغربي، وإنزال الهزائم بجيوشه في الميدان، وهذه المواجهة رهينة تفاعل الأُمة مع قيادتها الرشيدة، ولولا هذا التفاعل والانشداد، فان ثمة انشقاقات وتصدعات ستظهر في جسد الأُمة، ينفذ المحتل الكافر من خلالها إلى الجسد ويحاول تفتيته وتقطيع أوصاله «ومن هنا تأتي أهمية مقولة مالك بن نبي الشهيرة حول القابلية للاستعمار حيث يرى أن السبب الأول في تمكّن الاستعمار من السيطرة على الشعوب الإسلامية يرجع إلى السلبيات الداخلية التي يسميها القابلية للاستعمار، وفي الواقع يؤيد كثير من المفكرين والعلماء الحجة القائلة أن الاستعمار ماكان ليستطيع إنزال الهزيمة العسكرية بهذه الثورات لولا وجود ثغرات أساسية في داخلها»([74]). المراكز الثقافية.. محطات وعي كما ذكرنا سابقاً ان للفكر والثقافة الإسلامية اثراً بالغاً في تنشيط حركة الجهاد في الأُمة، وان الثقافة الإسلامية ليست وليدة الساحة، ولاهي ردة فعل تجاه الغزو الثقافي الغربي للبلاد الإسلامية، وانما هي حالة متجذرة واساسية في ذلك الدين القيم، ولو أخذنا العراق مثلاً نجد أنه وكما يصف الأديب والمؤرخ العراقي محمد مهدي البصير، كانت الحالة الثقافية السائدة فيه أواخر القرن التاسع عشر، بأنها نهضة علمية وأدبية واسعة، ويذكر أن ما تميّزت به تلك النهضة هو نبوغ عدد من