والاستعداد لها»([71]). «اما السيد مهدي الحيدري وهو أحد كبار مجتهدي الكاظمية، لقد بادر إثر احتلال الفاو إلى إرسال برقيات إلى علماء النجف وكربلاء وسامراء، عبّر لهم فيها عن رغبته في الاجتماع إليهم للبحث في أمر الاحتلال وعن عزمه على محاربة الكفار مهما كلّف الأمر، ثمَّ شرع في حثّ الناس من على منبر الصحن الكاظمي على الخروج للجهاد، وإذ أجابه ثلاثة من كبار المجتهدين في النجف وهم شيخ الشريعة الأصفهاني والسيد مصطفى الكاشاني والسيد علي الداماد، وتوجهوا إلى الكاظمية، حيث رحب بهم سكان المدينة وهم يرددون شعار الجهاد.. اللّه أكبر»([72]). «من بين الذين تصدّوا للهجمة الاستعمارية البريطانية على بلد المقدسات العراق، الشيخ مهدي الخالصي، فمن جملة اعماله الجهادية قام بنشر رسالة عنوانها «السيف البتّار في جهاد الكفار» تعرض فيها لمسألة الجهاد في الإسلام وما يترتب على الأُمة الإسلامية للقيام بشروطه وقواعده وأركانه»([73]). وفي بغداد حيث لقيت فتاوى العلماء استجابة كبيرة، وانضم عدد من الأهالي إلى صفوف المجاهدين، فقد برز الحاج داود أبو التمن، أحد وجهاء بغداد الشيعة في تنظيم تطوع المجاهدين والإنفاق عليهم، وقد رافق المتطوعين من بغداد إلى الجبهة، الوفد الذي أرسله السيد كاظم اليزدي برئاسة نجله السيد محمد إلى أبي التمن، لاستنهاض العشائر، فنزل الوفد في ضيافته بعد أن استقبله أهالي بغداد بالحفاوة والتكريم.