تتحدى القوة في إظهار شعورها بالاحتجاجات والمظاهرات، التي كانت تلقى فيها الخطب النارية المثيرة والقصائد الحماسية المهيجة»([65]). العلماء وفتوى الجهاد وفي الحقيقة أن فتوى الجهاد والمقاومة التي أطلقها العلماء والمراجع، قد بدأت بعد الاحتلال البريطاني لثغر العراق الجنوبي عام 1914م مباشرة «وفي حينها أرسل عدد من علماء وأعيان البصرة برقيات إلى كبار المجتهدين في النجف وكربلاء والكاظمية، يطلبون مساندتهم في محاربة القوات البريطانية وإثارة العشائر، وقد جاء في نص بعض البرقيات ما يلي: «ثغر البصرة، الكفار محيطون به، الجميع تحت السلاح، نخشى على باقي بلاد الإسلام، ساعدونا بأمر العشائر بالدفاع»([66])، وتأدية للواجب الديني المقدس في الدفاع عن بيضة الإسلام إذا ما تهددها الخطر، «وتلبية لنداء علماء وأعيان البصرة، أصدر كبار العلماء المسلمين الشيعة فتاوي الجهاد وضرورة محاربة الغزاة الطامعين، وتأييد العثمانيين بالحرب. وقبلهم أصدر مفتي الدولة العثمانية حكماً شرعياً أوجب فيه الجهاد كفرض عيني على جميع المسلمين في العالم، بما فيهم الذين تحت حكم بريطانياً وفرنسا وروسيا»([67]). ويخطىء من يظن أن فتوى علماء الشيعة كانت استجابة لفتوى شيخ الدولة العثمانية وذلك لما يكنه الشعب العراقي من حقد وكراهية للحكام العثمانيين،