سبيل مقاومة الانجليز، وفي ليلة النصف من شعبان عقدوا اجتماعاً عاماً في دار الإمام الشيرازي لتلقي نصائحه، والاستئناس برأيه وتعاليمه، وبعد أن تلقوا التعليمات والنصائح الثمينة وهي: المحافظة على النظام، وعدم إفساح المجال للعابثين الذين يغتنمون مثل هذه الفرص لتعكير صفو الأمن، وأن تكون مطالبهم سلمية نقية لا تشوبها أي شائبة، وأن يتمسكوا بقواعد الدين، وبعد مداولات طويلة قرَّ رأيهم أن يطالبوا الانجليز بتنفيذ مواعيدهم بمنح الاستقلال للبلاد، فإنهم سيلتجئون إلى القوة، وإشعال نار الثورة، دفاعاً عن حقوق بلادهم وأمنهم، ثمَّ قرَّ رأيهم ان يقسموا بكتاب الله المجيد لأجل البر في هذه المقررات»([64]). «عاد الزعيم البغدادي محمد جعفر أبو التمن، بعد أن حضر اجتماع النصف من شعبان في كربلاء وأطلع الرؤساء وقادة الحركة الوطنية في بغداد كل ما شاهده ووقف عليه، وعلى أثر عودة أبو التمن ازدادت الحركة نشاطاً واتساعاً، وبدأت بعقد الاجتماعات العامة في البيوت والجوامع بأوسع نطاق، وأعنف صورة، وقد قامت أول مظاهرة في بغداد أواخر شعبان من نفس السنة، ثم أعقبتها مظاهرة ثانية، بدأت من جامع الميدان وكانت ضخمة جداً، اشترك فيها عشرات الألوف من أهالي بغداد والكاظمية، الذين كانوا يحضرون هذه الاجتماعات في بغداد بقيادة السيد محمد الصدر وغيره من قادة الحركة في الكاظمية باسم المآتم الحسينية وفي ليلة السادس من شهر رمضان 1338هـ ألقى أحد الشباب قصيدة وطنية حماسية، ألهبت شعور الجميع، وكان من المواطنين، فألقت السلطة القبض عليه، وأرسلته إلى البصرة، فكان ذلك من العوامل التي استفزت الجماهير البغدادية، التي أخذت