المجال لحبيس الضغط ان يتفجر، لاسيما أن أرضية الجهاد كانت خصبة، والأهالي كانوا يمتلئون حقداً وغضباً على المحتل الانجليزي، علاوة على ذلك فإن الكاظمية برزت كمدينة متمسكة بالجامعة الإسلامية، وعلمائها المجاهدين، لكنها لم تشهد قيام منظمات سرية إسلامية - سياسية على غرار ما حدث في النجف وكربلاء. «وشهدت كربلاء أيضاً نشاطاً سياسياً - إسلامياً مهماً، خصوصاً بعد قدوم الإمام الشيرازي إليها، كانت أبرز مظاهره قيام التنسيق في العمل بين علماء كربلاء والنجف، والاتصال بالعشائر والاهتمام بالعمل التنظيمي السري، والأعداد لمقاومة الاحتلال، وقد كان الانجاز الأول في هذا الاتجاه هو تأسيس جمعية سرية في أوائل تشرين الثاني 1918م باسم الجمعية الوطنية الإسلامية، حددت هدفها الأساسي بالعمل ضد الانجليز، وكان يشرف على الجمعية ويوجهها الإمام الشيرازي، لكن رئاستها المباشرة أوكلت لنجله الشيخ محمد رضا، وقد ترأس الإمام الشيرازي نفسه جمعية سرية أخرى، اتخذت الاسم ذاته، وضمت عدداً آخراً من العلماء والمثقفين الإسلاميين، وكان أحد الأعمال المهمة للجمعية فضلاً عن قيامها بالدعاية والتحريض ضد الانجليز، هو اهتمامها بالتوفيق بين رؤساء عشائر الفرات الأوسط، وإزالة الخلافات بينهم، حيث ساهم ذلك في توسيع نطاق الحركة المعادية للانجليز»([63]). وبعد أن تفاعل العلماء والجماهير مع القيادة الثورية الجديدة «قرر الزعماء والرؤساء وشيوخ العشائر الاجتماع في كربلاء في زيارة نصف شعبان عام 1338هـ، تحت إشراف الإمام الشيرازي، لتبادل الرأي، وتقرير خطة واحدة في