والسودان وارتيريا ولبنان واليمن والمغرب، بفضل الطلاب الذين كانوا يوفدون إلى مصر ويعودون بأفكارها، حتى بلغت إيران وباكستان وأفغانستان. وهذا النشاط الكبير والسريع جعلهم في مواجهة بريطانيا والقوى السياسية الأخرى في مصر، مثل حزب الوفد ذي الصبغة العلمانية. والذي حظي بتأييد بريطانيا في بعض فترات التنافس. وصدر أمران بحل الجماعة: أولها في كانون الأول 1948 عقب اغتيال رئيس وزراء مصر النقراشي باشا. وثانيهما في كانون الأول 1954 بتوصية محكمة الشعب. وكانت أحداث 1965 قمة المواجهة بين الدولة والإخوان المسلمين، ولم يستطيعوا بعدئذ الحصول على الاعتراف بحزبهم بصورة رسمية. وشهدت مصر تنظيمات عديدة في السبعينات والثمانينات، بلغت عند بعض الباحثين نحو تسع وعشرين مجموعة منها: «جماعة شباب محمد» التي اشتهرت باسم «جماعة الفنية العسكرية» لأنها قادت هجوماً على الكلية الفنية العسكرية في نيسان 1974، حيث كان يعقد لقاء للقيادات السياسية بحضور الرئيس أنور السادات. وكان قائد هذه الجماعة هو صالح سوية المولود في حيفا عام 1992، وهو يقول بتكفير النظم السياسية القائمة بسبب تبعيتها للغرب. و«جماعة المسلمين» أو «التكفير والهجرة»، التي ظهرت لتواصل أفكار جماعية الفنية العسكرية، وشكلها شكري مصطفى المولود عام 1942، ويقول بتكفير المجتمع والدولة، ويعتبر كل المجتمعات الحالية جاهلية وكافرة. وركز على الهجرة للابتعاد عن المجتمع الكافر. ويعد تنظيم «الجهاد» حلقة من بقايا جماعة الفنية العسكرية، وأسسه سالم