تقليد الغرب، بل يستمد شرعيته من العودة إلى الإسلام، ولدفع خطر الإلحاد والعلمانية. ونشأت هذه الحركة في آذار 1928 كتنظيم أقرب إلى الجمعيات الأهلية والخيرية، وقد أعقبت جمعية الشبان المسلمين التي أسست في كانون الأول 1927، مقلدة جمعية الشبان المسيحيين التي أنشطت في كانون الثاني 1923. وكانت مدينة الإسماعيلية مهد الحركة، حيث بدأ الشيخ حسن ألبنا دعوته في التجمعات البشرية خارج المساجد كالمقاهي وسرادقات المآتم. وسرعان ما انتشرت في كثير من المدن والبلدان المصرية، وتأسست فروع لها في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجيبوتي. وتميزت بالمواقف السياسية المعادية للانكليز بعد إبرام معاهدة 1926، وحظيت بتأييد شعبي كبير لمناصرتها الثورة الفلسطينية في ذلك العام. وكان نشاطها الأساسي يتجلى في مقاومة التبشير المسيحي في مصر. واهتمت بنشاطات اجتماعية عديدة، وأقامت مشروعات كثيرة: فأسست في الإسماعيلية مسجد الإخوان وناديهم، ومعهد حراء لتعليم البنين، ومعهد أمهات المؤمنين لتعليم البنات، ومصانع للنسيج والسجاد في شعبهم المنتشرة في أنحاء القطر، وأسست عدة شركات مثل شركة الإخوان للغزل والنسيج وشركة المعاملات الإسلامية، وشركة الأشغال الهندسية في الإسكندرية، وشركة المطبعة الإسلامية، وشركة الإعلانات العربية، وأنشأت مدراس ومستشفيات ومستوصفات ونواد رياضية. وأصدرت مجلة أسبوعية وصحيفة يومية عام 1933، وصحيفتين أخريين هما «الخلود» و«النذير». وطالبت بإصلاح الأزهر والمناهج التعليمية، ودعت إلى اعتبار التعليم الديني مادة أساسية في كل المدارس والجامعة، وطالبت بـإصلاح الحياة الاجتماعية للفلاحين. وشكّلت مجموعات من الفدائيين تحارب في فلسطين. وامتد نشاطها إلى فلسطين وسوريا والأردن