ـ(359)ـ المسيحيين والزرداشت (عبدة النار)... أو تعاملها مع الفرق الإسلامية الأخرى وحرّياتهم حيث تتجلى أكثر معاني التعددية الدينية الاجتماعية ونحن إذا تعمقنا أكثر في بنود العقد الاجتماعي لأول دولة إسلامية لوجدناها تقوم على أساس مهم آخر وهو الوفاء بالعهود. الوفاء بالعهود إن من جملة الأسس المتينة لقيام التعددية الدينية الاجتماعية هو الإخلاص الكامل عند التعامل مع الغير يعني تنفيذ الاتفاقيات وإتمام المعاهدات وتحقيق الوعود والبقاء على الكلمة الصادقة حتى آخر لحظة وفي التعامل بين المجموعات الدينية المختلفة نجد الموقف الإسلامي صريحاً هنا بنبذ الخيانات ومخالفة الوعود والخداع والغش بين المسلمين وغيرهم ناهيك عن المسلمين فيما بينهم. وان الدعوة والتأكيد على احترام العهود بين أفراد المجتمع من أي مذهب ودين كان لـه توثيق عرى وأواصر التواصل الاجتماعي حيث لا يخاف أبناء الديانات الأخرى من غيرهم لأنهم على غير ملّتهم وتنعدم بذلك الثقة بين الجماعات الدينية المختلفة. محصل الكلام ان الدين الإسلامي في تعامله مع التعددية الدينية لهو منتفع إلى أبعد الحدود من خلال التساوي أمام القانون وإحقاق الحق وغير ذلك وهذا لا يعني كما أكدنا ذلك مراراً اعترافاً بقيمة التراث المعرفي للغير وإنّما هو تعامل في ظل الأصول الإنسانية وهذا هو وجه التعددية الدينية الاجتماعية والأهم من كل ذلك ان الإسلام بإقراره بالعقل والحسن والقبح الذاتي تمكن على ضوءه إقرار هذا النظام الحافظ للتعددية.