ـ(358)ـ المحن الاجتماعية والسياسية كما جاء: «وان المؤمنين لا يتركون مطرحا (أي المثقل بالدين وكثير العيال) بينهم أن يعطوه في معروف في فداء أو عقل أي دفع دية أو فداء أسير». وفي مواجهة الأعداء: «ان المؤمنين المتقين يد واحدة على من بغى». «وان المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه». وغيرها من الفقرات التي تؤكد وحدة الصف الاجتماعي داخل الأمة الواحدة وبالموازاة تطرح المعاهدة العلاقة مع اليهود وتبدأ بأن تعترف بأن بعض الفئات من اليهود هم مؤمنين: «ان يهود بني عوف أمة من المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم». وطبعاً لاحظ القارئ الكريم ان الإقرار بالإيمان لفئة من اليهود ليس إقراراً معرفيا وإنّما هو تصريح بأن واجبات وحقوق المؤمنين الاجتماعية في نفسها لهذه الفئة من اليهود ولعل وصفهم بالإيمان يمكن أن نستشف منه أهمية التعددية الاجتماعية في الإسلام وما أولاها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من حتمية في بناء المجتمع ونذكر كمثال لتساوي الحقوق والواجبات فيما يخص تفقد الحرب فهي واجبة على المسلمين واليهود في الآن نفسه وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وان بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة». هذه أوردناها لمحة خاطفة للتعددية الاجتماعية في الإسلام حتى نبين للقارئ الكريم أنها ليست شعاراً يستهلكها الدين وإنّما هو واقع جسّده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونراه أيضاً اليوم في ممارسات بعض الدول الإسلامية وخاصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما يقرّه قانونها وسلوكها من حقوق للديانات الأخرى المتواجدة مثل