ـ(258)ـ التمايز بغير الفضل والصلاح والعدل والمساواة ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ?(1). ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ?(2). ومن خصائص هذا الدين ان مجتمعه ان صدق مع جوهر ما يؤمن به يصبح هذا المجتمع متفتحا بشكل يتحرك فيه على أساس من معنى العالمية، حتى ولم لم تكن قد تحقق لـه بعد تلك العالمية بالفعل لأن مجتمع الإسلام هو مجتمع الإنسانية كلها لا فرق لديه بين جنس وجنس ولا بين لون ولون ولا بين لغة ولغة ولا حتى بين دين ودين. مجتمع ليس لجغرافيته حدود، وليس للعنصرية فيه وجود. فالإسلام يواجه مجتمعه في أول لقاء ينفي كل تلك النعرات ?وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ?(3). فباستطاعة كل إنسان ان يعيش في حمى الإسلام، وفي ضمن مجتمعه ن دون ان يحس بغربة، بل انه ـ على العكس من ذلك ـ ليحس آصرة واحدة تربط بينه وبين ذلك المجتمع، وهذا الموقف من الإسلام يحقق السلام العالمي للإنسان لأنه يقضي على أهم أسباب الحروب، ويقف في وجه التكالب الاستعماري الذي يقوم على الشعور القومي أو العنصري. ثم والإسلام في حركته لا يحبذ فكرة الوطنية الإقليمية في مجتمعه، ولكنه يبقى على المعنى الطيب من تلك الفكرة، وهو معنى التجمع والتآخي والتعاون والنظام والهدف الذي تلتقي من أجله الجماعة من الناس. ________________________________ 1 ـ سورة الحجرات: الآية 13. 2 ـ سورة الأنبياء: الآية 107. 3 ـ سورة المائدة: الآية 108.