ـ(253)ـ وحده: ?مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ?(1). وإيجابية المسلم حين وكل إليه أمر العمل والانطلاق به ما وسعته طاقته يختلف عن غيره من الأفراد فهو بتصوره الإسلامي يجد في نتاج عمله ثمرتين يباشر إحداهما بحسه وجوارحه حين يكون في واقع مادي وبروحه وقلبه حين يناط به معنى من الأمور التعبدية، وثمرة مختزنة في أعماق نفسه يلقاها عند ربه ليحيا بها الحياة الثانية التي يؤمن بها وتقوم عليها معاني جمة في عقيدته: ?وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لـه مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا?(2). يؤكد الإسلام للمسلمين موقف الإيجابية المبدعة والخلافة حين يتحرر صاحبها من التقليد ويعمل عامل الثقة والإيمان عمله بما يكفل ان يكون إنسان الإسلام هو تلك الإرادة التي تنطلق تعبر عما هي معدة لـه أصلاً وهو ربط علاقة الإنسان بربه ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ?(3). والعمل الصالح كمظهر إيجابي في حياة المسلم هو مبتغاه الوحيد الذي لا يعرف لـه مبتغى سواه وهو كل ما يرجوه فيما يقدم من جهد أو تضحية ومن أثر ذلك أن المسلم مهما عمل فيه التواكل وهو ليس من أساسيات الإسلام فانه ما ان ينخرط في سلك الجماعة فإن أساسا عميقا من مكوناته يدفعه دفعاً إلى إنكار الذات والتفاني في أداء ما يعمل. ذلك ان أعماق المسلم مستعدة دائماً لأن تعيش ________________________________ 1 ـ سورة المجادلة: الآية 7. 2 ـ سورة الكهف: الآية 88. 3 ـ سورة فصلت: الآية 53.