ـ(212)ـ فقد جعل الحب والبغض في الله تعالى من أوثق دعائم الإيمان، فقال: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله»(1). وجعل العامل به من أصفياء الله المؤمنين فقال: «من أحب في الله عز وجل وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، فهو من أصفيائه المؤمنين»(2). وجعل هذه الرابطة من الفرائض الإسلامية، فقال: «الحب في الله فريضة والبغض في الله فريضة»(3). الثاني: الاهتمام بأمور المسلمين ان العلاقات الاجتماعية والسياسية يجب ان لاتتحجم ضمن وجود وكيان وانتماء معيّن بل تمتد بامتداد المسلمين، ولهذا وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين إلى التعالي والسمو في الاهتمامات الكبيرة، لإنهاء الانكماش والتقوقع في محيط ضيق لا ينظر إلى الأفق الأوسع، فقرر مفهوم الاهتمام بأمور المسلمين: (من أصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)(4). هذا الاهتمام يجعل الأمة الإسلامية أمة متماسكة متعاونة على التكليف والمسؤولية، فهي ذات أعضاء متجاوبة المشاعر والأحاسيس الكبرى، وبهذا الاهتمام يصبح المسلم منفتحا على الجميع، ويتعامل مع الانتماء والولاء الثانوي في حدوده الجزئية وفي حجمه الطبيعي الذي لابد منه. ________________________________ 1 ـ مستدرك الوسائل 2: 68، حسين النوري، المكتبة الإسلامية، طهران، 1383 هـ. 2 ـ مستدرك الوسائل 2: 68، حسين النوري، المكتبة الإسلامية، طهران، 1383 هـ. 3 ـ ن. م. 4 ـ الكافي 2: 163، الكليني، دار صادر، بيروت 1401 هـ، ط 4.