ـ(213)ـ الثالث: النهي عن التعصب التعصب من أخطر الظواهر التي تصيب الأمة، وهو منشأ لكثير من الممارسات السلبية التي تنخر في جسد الأمة، وتؤدي إلى التفكك والاضمحلال والتدهور والنكوص الحضاري، وهو (اتجاه نفسي جامد مشحون انفعالياً، أو عقيدة أو حكم مسبق ضد أو مع جماعة أو شيء أو موضوع، ولا يقوم على سنة منطقية أو معرفة كافية أو حقيقة علمية، ويحاول صاحبه تبريره، ومن الصعب تعديله)(1). والتعصب من وجهة نظر الإسلام ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم هو إعانة المتعصّب لقومه على الظلم: (العصبية أن تعين قومك على الظلم)(2). وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جميع ألوان ومظاهر التعصب للانتماء والولاء الثانوي، ونهى صلى الله عليه وآله وسلم عن جميع الممارسات الواقعة في طريقه كالتفاضل الجاهلي الذي لا يقوم على سند مشروع، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يا أيها الناس ألا ان ربكم واحد، ألا ان أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لاسود على أحمر ولا لاحمر على اسود إلا بالتقوى، ان أكرمكم عند الله اتقاكم)(3). وقال أيضاً: (من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة، فقتل فقتلته جاهلية )(4). وبنفي التعصب يتوازن الولاء للانتماء الأساسي وهو الإسلام وللانتماء ________________________________ 1 ـ مدخل في علم النفس الاجتماعي: 100. 2 ـ كنزل العمال 3: 509، الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1975 م. 3 ـ الدر المنثور 7: 579، السيوطي، دار الفكر، بيروت 1403 هـ، ط 1. 4 ـ صحيح مسلم 3: 1476، در الفكر، بيروت 1389 هـ، ط 2.