ـ(211)ـ بالجاهلية، وما دام الموقف لا يؤثر سلباً على مجمل الأحداث والمواقف والارتباطات، لمتابعة عشيرته لـه، ورفض صلى الله عليه وآله وسلم كشف أسماء الأشخاص الذين أرادوا إلقاءه من العقبة(1) مراعيا لانتماءاتهم المختلفة ومنعاً من البلبلة. التعاليم النبوية لتكريس حاكمية الانتماء والولاء للإسلام جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسسا وموازين ومعايير لتقويم الأعمال والأحداث والمواقف، ولتقييم الأفراد والجماعات، ووضع برنامجا في العلاقات والروابط ينسجم مع اتساع أفق النظر الإسلامي، والتعامل مع الوجود الكبير والانتماء الكبير والولاء الموحد، ليجعل الشخصية الإسلامية أكبر ثباتا ورزانة في مواجهة الأحداث العابرة والمتجذرة، مع مراعاته للانتماءات والولاءات الثانوية، والتي هي محكومة للإسلام في منهجية الانتماء والولاء الموحد الحاكم عليها، ومن هذه التعاليم الشريفة: الأول: الحب في الله والبغض في الله جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحب في الله والبغض في الله هو الحاكم على جميع ألوان ومظاهر العواطف والأحاسيس، مع إقراره لها في حدودها المسموح بها، ووجه أنظار المسلمين بمختلف انتماءاتهم وولاءاتهم إلى هذه العاطفة الأساسية، ليكون الله تعالى والمفاهيم والقيم التي وضعها هي الأساس في العلاقات والأواصر الاجتماعية. ________________________________ 1 ـ السيرة النبوية لابن كثير 4: 35.