ـ(177)ـ الاجتماعية الناشئة عنها. فقد ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام قوله لهشام: «يا هشام ما من عبد إلاّ وملك آخذ بناصيته فلا يتواضع إلاّ رفعه الله ولا يتعاظم إلاّ وضعه الله»(1). وعن الإمام علي عليه السلام أيضاً: «واستعيذوا بالله من سوانح الكبر كما تستعيذوه من طوارق الدهر فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبياءه ورسله. ولكنه سبحانه كرّه إليهم التكابر ورضي لهم التواضع فألصقوا بالأرض خدودهم وعفّروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين وكانوا أقواما مستضعفين»(2). وعن الإمام الصادق عليه السلام: «ان في جهنم لوادياً للمتكبرين يقال لـه سقر»(3). ولخطورة الموقف لم يقف الإسلام عند محاربة التكبر بل حارب بداياته وآثاره فحارب العجب والغرور لأنهما من بداياته وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاث مهلكات: شـحّ مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه». وحارب السخرية والاستهزاء والتنابز بالألقاب لأنها من آثاره، قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ?(4). _____________________________________ 1 ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 1 ص 137. 2 ـ المصدر نفسه، ج 14 ص 468. 3 ـ المصدر نفسه، ج 8 ص 294. 4 ـ سورة الحجرات: 11.