ـ(178)ـ 3 ـ ذم الأنانية والأنانية هي جذور العصبية، لأن الفرد المتعصب يحاول الاستئثار بكل شيء لنفسه وتجريد غيره عن كل شيء، فجاءت الأخلاق الإسلامية لتحارب الأنانية وتدعو المؤمن لأن يحب لأخيه المؤمن ما يحبه لنفسه ويكره لـه ما يكره لها وطالبت بالاهتمام بأمور المسلمين والسعي لقضاء حوائجهم، ثم ارتقت درجة أخرى حينما طالب بالإيثار وأن يعطي المؤمن لأخيه المؤمن أكثر وأفضل مما يأخذه لنفسه، قال تعالى في وصف المؤمنين: ?وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ?(1). 4 ـ ذم العصبية قال الشيخ النراقي: «العصبية هي السعي في حماية نفسه أو ماله إليه نسبة من الدين والأقارب والعشائر وأهل البلد قولاً أو فعلاً فإن كان ما يحميه مما يلزم حفظه وحمايته وكان ذلك بالحق من دون خروج عن الإنصاف والوقوع في ما لا يجوز شرعاً فهو الغيرة الممدوحة التي هي من فضائل قوة الغضب. وإلاّ فهو الغضب المذموم، وهو من رداءة قوة الغضب، والى ذلك يشير كلام سيد الساجدين حيث سئل عن العصبية فقال: «العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليست العصبية أن يحب الرجل قومه ولكن من العصيبة أن يعين قومه على الظلم». _____________________________________ 1 ـ سورة الحشر : 9.