ـ(173)ـ 1 ـ ذم الفخر: يعد الفخر مظهراً من مظاهر الحياة القبلية المعروفة باستنادها إلى العصبية وقد جاء الإسلام والمجتمع الجاهلي كان يمارس الفخر إلى أقصى حد، فعمل على مكافحة هذا المظهر، وكان من أهمّ ما قاله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة كلمته المعروفة: «أيّها الناس ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآباءها، ألا إنكم من آدم وآدم من طين، ألا إنّ خير عباد الله عبداً اتقاه»(1). وروي عن الرسول قوله أيضاً: «آفة الحب الافتخار والعجب». وأن رجلاً أتاه قائلاً: يا رسول الله أنا فلان بن فلان حتى عدّ تسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «اما انك عاشرهم في النار»(2). وعن الإمام السجاد عليه السلام انه قال: «عجباً للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غداً جيفة»(3). وكان الفخر يجري في صور متعددة منها: المعاقرة وهي التنافس في عقر الإبل والإطعام للمباهاة، وقد حصلت حالة منها في عهد أمير المؤمنين عليه السلام بين غالب واله، الفرزدق الشاعر المعروف وبين سحيم بين وثيل الرياحي حيث نحر غالب ناقة وأعطى منها لقوم من تميم وأهدى إلى سحيم جفنه فأنف سحيم من ذلك فنحر في اليوم الثاني ناقة، فلما علم غالب بذلك نحر في اليوم الثالث ناقتين، وأخذا يتزايدان _____________________________________ 1 ـ النراقي، محمد مهدي، جامع السعادات 1 : 363. 2 ـ المصدر نفسه ص 364. 3 ـ المصدر نفسه، ص 363.