ـ(162)ـ روحية التعصب الوطني، إذا لاحظنا ذلك أدركنا ما سيتركه من أثر توجيهي وثقافي كلّي من شأنه ترسيخ محورية القيم الأخلاقية والمعنوية في حياة الإنسان ومكافحة القيم الأرضية والغريزية. وتتواصل هذه العملية الشعورية طيلة أداء المسلم للصلاة، حتى إذا وجب عليه الحج انتقلت هذه العملية إلى مرحلة أرقى وأكثر عطاءاً، فبعد أن كانت الكعبة قبلة في الصلاة أصبح محور الطواف في الحج، بما يجسّد أن تقديس المسلم لها قد بلغ الذروة وان استعداده للتخلي عن تعصباته المحلية قد وصلا أوجّه. إن الطواف حول مركز التوحيد في الأرض من شأنه أن يجعل الخصائص الطارئة على شخصية الإنسان تتطاير من حوله بفعل القوة الطاردة المركزية للكعبة. والتعصبات المحلية من جملة تلك الخصائص، ومن شأنه أيضاً تعميق الخصائص الأصيلة بفعل القوة الجاذبة المركزية للكعبة، والعالمية تأتي في مقدمة تلك الخصائص. ثانياً ـ الأبعاد الخاصة: وهي بعدان: ـ 1 ـ صلاة الجماعة تساهم الصلاة بدور كبير في إيجاد المجتمع العالمي الذي ينشده الإسلام فإضافة إلى المضمون العبادي والأخلاقي الذي ترفد به هذا المجتمع بما يحتاج إليه من مقومات روحية ومعنوية تشكل الأساس الذي يقوم عليه المجتمع العالمي الحقيقي، نجد هذه الفريضة تساهم مساهمة مباشرة من خلال انطلاقتها البنّاءة من الساحة الفردية إلى الساحة الاجتماعية واهتمامها المؤكد بالحضور الفاعل في الحياة الاجتماعية، وذلك عبر شعائر صلاة الجماعة والجمعة التي جاءت لتبين ان